السبت، 21 يناير 2012

۩▬▬۩ الوالــــــــدان ۩▬▬۩





 _الوالدان أولى الأشخاص بالاحترام عند كل إنسان!
_والذي يقصّر في احترامهما يكون عاصيا لله!
_ومن آذاهما تعرض للأذى آجلا أم عاجلا!
_منذ اليوم الأول لتلقي الإنسان هبة الحياة شيئا فشيئا، يكون حملا وعبئا على أكتاف والديه..
_وليس في الإمكان هنا تعيين عمق شفقة الوالدين ورحمتهما، ولا مقدار العبء الذي يتحملونه..
_لذا فاحترامهما وتقديرهما واجب من جهة، ودين إنساني من جهة أخرى!
_الذين يعرفون قدر الوالدين ويَعُدُّونهما وسيلة للوصول إلى الرحمة الإلهية، هم المحظوظون هنا في الدنيا وهناك في الآخرة!
_أما الذين يستثقلون وجودهما ويَمَلُّون من استمرارهما في الحياة، فهم التّعساء والمرشّحون لأرذل حياة وأسوئها!
_من لا يوقرهما لا يوقر الله تعالى!!
_على الأبناء احترام وتوقير والديهما التوقير كله!!
_وعلى الوالدين الاهتمام بالجانب الروحي والقلبي للأبناء قدر اهتمامهما بحاجاتهم المادية والجسمية..
لذا عليهما تسليم الأبناء إلى من يستطيع تربيتهم التربية الروحية الصحيحة!
_الأبناء الذين لا يبالون بحقوق الوالدين ويرفعون راية العصيان تجاههما,ليسوا إلا وحوشا في صورة إنسان!
_أمّا الوالدان اللذان لا يبذلان جهدهما لتأمين الحياة المعنوية الصحيحة لأبنائهما فهما والدان غدّاران لا يملكان الرحمة..!
والأسوأ منهما من يبذل جهده لقطع الطريق أمام الأبناء الذين اهتدوا إلى الطريق الصحيح!
_البيت هو لبنة بناء المجتمع فكلما أبدى أفراد البيت الاحترام والتوقير لحقوق ووظائف الآخرين كان ذلك المجتمع متينا وصحيا،و إلا فمن العبث العثور على الاحترام والشفقة في مجتمع أضاع هذا الاحترام والشفقة في بيوته!!!

الأربعاء، 16 نوفمبر 2011

الطفل


يمثل الطفل بالنسبة لنسل الإنسان ما تمثله البذرة بالنسبة لاستمرار نوع ونسل الشجرة.
والأمم التي تهمل أطفالها محكوم عليها بالانقراض .
والأمم التي تدع أطفالها في أيدي الأجانب وتحت تأثير الثقافات الأجنبية سرعان ما تفقد هويتها.
...
على كل أمة تريد ضمان مستقبلها توجيه بعض عنايتها إلى تربية وتنشئة أطفالها الذين سيكونون رجالها في المستقبل بدل تبذير طاقتها وسنواتها هنا وهناك.
ستكون السيطرة في يد الأمم التي تهتم بمؤسسة الزواج وبمؤسسة العائلة والتي تنجح في السمو بأجيالها إلى مستوى الإنسانية الحق!
أما الأمم التي لا تُعير أهمية لمؤسسة الزواج والولادة ولا تهتم بتربية أجيالها حسب فلسفتها في التربية والتوجيه محكوم عليها بالتحلل والذوبان بين فكّي الزمان الذي لا يرحم!

الأحد، 16 أكتوبر 2011

**** الوالد والولد ***


* الوَالِد الحقيقي يخفض الجناح، ومن بذل مجهوده فيما يوصلك إلى الصلاح!

* الوَلَد هو من عرف قدر الوالدين فشكره، وقام بنشر ألوية حمدهما وما كفر !

الأحد، 25 سبتمبر 2011

طلحة بن البراء العاشق الصغير


طلع البدر علينـا من ثنيات الوداع
وجب الشكر علينا ما دعا لله داع

بهذه الكلمات الجميلات استقبل أهل المدينة المنورة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورحبوا به أيما ترحيب.
وقف طلحة بن البراء منزوياً يسمع ويرى، ويتمنى لو يتاح له المجال لأن يشارك أترابه ترحيبهم بالنبي العظيم صلى الله عليه وسلم.
وما إن أهلّ الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم بوجهه الوضّاء، حتى تراكض الناس إليه بلهفة وشوق كبير.
شعر طلحة بحب شديد للحبيب محمد صلى الله عليه وسلم، وإجلال وإعظام له، فذهب مسرعاً إلى أبويه وهو يقول:
-أماه.. أبتاه.. لقد رأيت رسول الله، هيا معي نذهب إليه ونتبعه.
نظر أبوه إليه طويلاً ثم قال:
-يا بني.. أنت ما زلت صغيراً لم تتجاوز الثالثة عشرة من عمرك بعد، لننتظر قليلاً حتى نرى ما يصنع أهل المدينة.
فردّ طلحة بحرقة:
-يا أبتي.. ولمَ الانتظار؟ إنه رسول الله حقاً، وقد اتبعه أكثر أهل المدينة، فلمَ لا نكون السباقين إلى هذا الخير العميم؟
تجاهل أبو طلحة ما قاله له ولده، وقام إلى آلهته ينفض عنها التراب.
شعر طلحة بالحزن الشديد وأخذ يحدث نفسه:
"أيهمل والديه الحبيبين إلى قلبه، ويذهب إلى رسول الله؟ أم ينتظر حتى يقتنع والداه ويذهبا معه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم".
لكن حبه لرسول الله تغلّب على حبه لوالديه، فذهب مسرعاً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودخل عليه والفرحة تقفز من عينيه، وقال له:
-يا رسول الله.. اُبسطْ يدك أبايعك.
نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى طلحة الفتى الصغير نظرة حبٍّ وإكبار، ثم سأله عن أبويه، فقال طلحة بنبرة حزينة:
-لا يزالان مشركين يا رسول الله.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
{وإن أمرتك بقطيعة والديك؟}.
نظر طلحة إلى رسول الله نظرة المغشيِّ عليه، وتغلّب عليه حبُّه لأبويه، ثم قال والدموع تملأ عينيه:
-لا يا رسول الله، إنهما والداي، وأنا أحبهما حباً جماً.
خرج طلحة من عند رسول الله، يجرّ رجليه جرّاً، وذهب إلى بيته حزيناً لفراق رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يستطع النوم وهو يتقلب على فراشه، يفكر فيما قاله له رسول الله، وما إن أصبح الصباح، حتى ركض طلحة إلى رسول الله ليبايعه، مرة ثانية، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:
{وإن أمرتك بقطيعة والديك؟}.
أُسقط في يد طلحة مرة أخرى، وتغلّب عليه حبُّه لأبويه، فقال ولسانه يقطر مرارة:
-لا يا رسول الله، لا أستغني عن والديّ.
عاد طلحة إلى بيته، يقلّب الأمر، والداه أم رسول الله؟!
وبعد أيام اختار رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، وذهب مسرعاً إلى رسول الله، وقال له:
-يا رسول الله.. اُبسطْ يدك لأبايعك، وأي شيء تطلبه مني أنفذه لك.
تبسم رسول الله حتى أضاء وجهه، ومدّ يده الشريفة يبايع طلحة، وهو يقول له:
{يا طلحة، إنه ليس في ديننا قطيعة رحم، ولكن أحببتُ أن لا يكون في دينك ريبة (أي شك)}.
غمرت الفرحةُ الكبيرة قلبَ طلحة، وشعر كأنه ملكَ العالمَ بأسره، وأخذ يلازم رسولَ الله صلى الله عليه وسلم في حلّه وترحاله، فقد شغفه حباً.
جاءه يوماً وسلم عليه، ثمّ أكبّ عليه يلصق بدنه ببدنه، ويقبل يديه ورجليه، وهو يقول:
-يا رسول الله مُرْني بما أحببتَ، ولا أعصي لك أمراً.
فأحبّ رسول الله اختبارَ حبّ طلحة له، فقال له:
{اذهبْ فاقتلْ أباك}.
خرج طلحة مسرعاً لينفذ أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم دون أن يراجعه، ولكن رسول الله ناداه، وقال له:
{يا طلحة.. ألم أخبرك أني لم أبعث بقطيعة رحم!!}
واكتملت سعادة طلحة بإسلام والديه، ولكن بعد أشهر قليلة مرض طلحة مرضاً شديداً، أقعده عن الذهاب إلى رسول الله، فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن طلحة، فأخبروه بمرضه.
حزن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أصاب طلحة، وذهب مع جماعة من أصحابه، إليه رغم بعد المسافة، وشدة البرد، ولما دخل عليه رآه في حالة يُرثى لها، وقد فقد وعيه من شدة آلامه، فوقف على رأسه ودعا له، وقلبه يعتصر ألماً، ثم قال لأهله:
{لا أرى طلحة إلا قد حدّث فيه الموت، فآذنوني به (أي أعلموني بوفاته) حتى أصلي عليه}.
ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وقد جَنّ الليل، وفي منتصف الليل أفاق طلحة من إغماءته، وابتدر أهله بالسؤال عن رسول الله صلى الله عليه وسلم هل عاده؟ فقالوا له:
-نعمْ، وقد أقبل عليك ودعا لك، وقال لنا: أخبروني بما يحدث لطلحة.
سُرّ طلحة كثيراً بهذا الخبر السعيد، ثم تجّهم وجهه فجأة كأنه تذكر شيئاً مهماً، وقال:
-ما أراني إلا ميتاً، فإذا أنا مت فادفنوني، ولا تدعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الساعة، فتلسعه دابة، أو يصيبه شيء، وإني أخاف عليه اليهود أن يصاب بسببي، ولكن إذا فُقدت، فأقرِئوه مني السلام، وقولوا له: فليستغفر لي.
ما إن انتهى من كلامه حتى ثقل لسانه، وأسلم روحه لبارئها، راضياً مرضياً، ففعل أهله ما طلبه منه ولدهم طلحة، وفي الصباح ذهب أبو طلحة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخبره بموته.
حزن رسول الله صلى الله عليه وسلم حزناً شديداً، ثم قام من مجلسه وذهب إلى قبر طلحة، مع جماعة من أصحابه، وصلى عليه، ودعا له:
{اللهم القَ طلحة تضحك إليه، ويضحك إليك}.

درس مستفاد:
أرأيت كيف يعلم النبي صلى الله عليه وسلم محبته لأصحابه رضي الله عنهم،  وكيف يمتحن عليها كما امتحن الغلام رضي الله عنه! محبة تَفدي بالنفس، وتصحَب عبر الموت، وتجعل المحبوب وأمنه مركز الهم، يُنْسَى معه الكرب، حتى كرب الموت!